مرحبا بكم في موقع تعاونية الزلفي

مقالة للأستاذ عبدالله بن محمد الوابلي

غيداءُ تغفو بين “جبال طويق” و”نفود الثويرات” وكأنها تتلفع عن أعين العشاق. تنام في المساء بعد يوم حافل بالحيوية والنشاط لتلتقط أنفاسها، ثم تصحو في اليوم التالي، لتستأنف حياتها المبخوتة بحاضر بهيج، والمتطلعة إلى مستقبل زاهر. وهكذا دواليك. منذ مئات السنين. يا لها من مدينة رائعة، بتاريخها العريق، وبأناسها المتألقين، وبهوائها العليل وبتربتها الذهبية، وبطبيعتها الخلّابة.
بدعوة كريمة من سعادة الوجيه “الدكتور حمد بن أحمد البدر” رئيس مجلس إدارة “الجمعية التعاونية متعددة الأغراض في الزلفي” تشرفت بزيارة “مدينة الزلفي” بصحبة كريمة مع أخواني “الدكتور عبد الله بن محمد الحماد” و”الأستاذ خالد بن عبد العزيز المهيدب” وهما من النشطاء التعاونيين، ومن المغرمين بالتنمية الاجتماعية على مستوى “المملكة” قاطبةً.
أثناء تشرفي وزملائي بزيارة “مدينة الزلفي” – الحالمة – وقفنا على عدة أمور جديرة بالإشارة وحرية بالإشادة، أولها وأبرزها الانسجام التام الذي يحكم العلاقة بين المواطنين والجهات المسؤولة في “المحافظة” بصفة خاصة، وفي “منطقة الرياض” بوجه عام. وكل ذلك ينم عن وعي عميق، وثقافة عالية، يتحلى بها المسؤولون، وفي مقدمتهم “صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض” سلمه الله. ويتمتع بها المواطنون على حد سواء. وثانيها حرارة المشاعر الإيجابية الجياشة التي يكتنزونها بين جوانحهم المرفرفة، والروح التعاونية الوثابة التي عمرت بها نفوسهم الزكية. وثالثها كرم الضيافة وحفاوة الاستقبال، من لدن أبناء هذه “المدينة” المضيافة، وقد ظهر ذلك جليًّا، بأسلوب حضاري رفيع، بعيد عن المزايدة المرفوضة، وخلي من المباهاة العارية.
في اليوم الأول زرنا “الجمعية التعاونية متعددة الأغراض في الزلفي” التي أعتبرها – من منطلق رئاستي السابقة لـ “مجلس إدارة مجلس الجمعيات التعاونية في المملكة” ومن خلال اطلاعي على كثير من التجارب التعاونية السعودية والخليجية والعربية وحتى العالمية – وأَعُدُها من أعرق التعاونيات في “المملكة” ومن أنشطها حِراكًا من حيث تعدد الأغراض والمناشط، فلديها سلسلة من الأسواق التموينية، التي توفر السلع الاستهلاكية للمواطنين بأسعار عادلة، وبمواصفات عالية، وكذلك تقديم الخدمات الزراعية التي يحتاجها القطاع الزراعي في “المحافظة” إلى جانب توفير الأعلاف لمربي الماشية ومُلّاك الثروة الحيوانية، وتيسير خدمات الصيانة الحقلية والسكنية، ومركزًا لتقنية المعلومات. واستجابة لحاجة منتجي التمور في “محافظة الزلفي” فقد أسست هذه “التعاونية” الرائدة – بدعم سخي من “صندوق التنمية الزراعية” – مصنعًا لتعبئة التمور، وإنتاج الدبس، وعجينة التمور، كما شيدت إلى جانب هذا المصنع (12) مستودعًا مبردًا، بطاقة تخزينية قدرها (3000) طن متري، لغرض تخزين المنتجات الزراعية، وحفظها من التلف، وضمان عدالة الأسعار، لمصلحة المستهلك، والمزارع على حد سواء.

اترك تعليقاً